هناك ثلاثة أنواع من الرحلات: أن تسافر أو أن تقرأ الكتب أو أن تقرأ كتب الرحلات . . وهناك فرق بين أن تسافر لترى البلاد وأن تسافر لتعرف الناس، والذي يسافر كثيرًا يعرف الكثيرين ولكنه يصادق القليلين، وكثيرون راحوا وجاءوا . . وجاءوا كما راحوا لم يتغير منهم شيء، وسبب ذلك أن نفوسهم صماء لم تنفتح على شيء، والمثل يقول «حمار سافر فلن يعود حصانًا»؛ ولهذا كانت كتب الرحلات في أعماقنا وأعماق الآخرين وأعماق الدنيا؛ ولذلك كانت أروع الرحلات هي التي نقوم بها في رحلات الآخرين نرى بعيونهم ونسمع بآذانهم، نرتمي في أحضانهم ونمشي على الدنيا معًا.